loader
MaskImg

الاخبار

اخبار ثقافية واجتماعية وفنية

المسرحية الصامتة وترجمة كتاب "حروف لم تصل لأبي"

breakLine
2023-04-20

 

حیدر عقیلي || كاتب إيراني 

 

 

وكالة نخيل عراقي || خاصّ

 

 

المقدمة: مع أني أكتبُ يومياتي وأدوّنُ أحداث حیاتي، إلّا أن حفل توقيع ترجمة كتاب «حرف‌هایی كه به گوش پدر نرسید» ولا سيّما المسرحية التي قامت بتجسيد الحوادث، قد أخذا مني ساعات من التفكير، وصعّبا عليّ الكتابة،وذلك بسبب المشاهد التي جعلتني في حيرة؛ كمشهد «الرجل الذي یضع الكتب على الرف»، ومشهد «البنت التي كانت تكتب بيدها اليسرى»، و«لعبة الأرجوحة».

فقد کانت مسرحية صامتةً وسيميائية، قد تصعب على المشاهدین قراءتها في كثير من اللقطات والفقرات، وسأترك باب التأويل مفتوحًا للمشاهد. ولکن كي يكون تناول الفكرة واضحًا، حاولت أن أدرج مقابلاتي التي أجريتها في صددالتعریف بهذه المسرحیة وحفل التوقیع. إنّ المقابلة تحتوي على سؤالين عرضتهما على بعض المعنيین.

التقرير: حضر كلٌ من الإخوة والأخوات في حفل تدشين وتوقيع كتاب «حرف‌هایی كه به گوش پدر نرسید» وهو ترجمة كتاب «حروف لم تصل لأبي؛ حروفٌ أضافها إلی الأبجدیة قاسم الشمري» للشاعر العراقي النجفي قاسم  الشمَّري، مساء يوم الجمعة في منتدى مهدية الثقافي بمدینة كوت عبدالله. وذلك بحضور مترجم الكتاب: الشاعر حسين طه عباسي، والمنقّح: الدكتور حسين عبّاسي، والناقد: الدكتور محمود الباوي.

أما التغطیة التصویریة والفوتوغرافیة فكانت بعدسات كلّ مِن المخرج المصور «أحمد معبودی»، والمصور «مهرانشُكر» و المصورة «آزرو حمیّل پور»، والمخرج المصور «خلیل مقدم».

كما قامت فرقة إشراق للمسرح بإدارة الدكتور السيّد كاظم القريشي، في تجسيد الحوادث التي أدت إلى اختطاف وقتل والد الكاتب. وعبّر عن ذلك منقّح ترجمة الكتاب د.حسين عبّاسي في مقدمته علی الترجمة الفارسیة: «إنها حروف لم تصل لأبيه، ومما لا شكّ فيه إنها لم تصل آذانَ القتلة المغلقة.» وكانت المسرحیة والجلسة النقدیة عبارة عن ثلاثة مقاطع تمثیلیة تخللها جلستان نقدیتان قصیرتان.

وأضاف المنقّح حول الكتاب وترجمة الشعر قائلا: «إنّ عمدة الشعر الموزون أو التفعیلة أو القصیدة النثریة الذي تُرجم من لغة المبدأ إلى المقصد بین العربیة والفارسیة، يعوزه الوزن أو الإيقاع، كي ینقل هواجس الشاعر من لغة للغة أخری كما لو أنّ الشاعر كان یعرف اللغة الثانیة فأنشد بها.» وأضاف في الفقرة النقدیة: «إنّ ترجمة الشعر صعبة، وترجمة هذا الكتاب؛ أي حروفٌ لم تصل لأبي أصعب؛ فإنّ هذا الشكل من الإنشاد في الشعر العربي والذي یُشبه «الأقراص المدمجة» جدیر بالاهتمام.»

كما ذكر بأنّ بِنیة الفكرة الأولى التي جسّدتها فرقة إشراق للمسرح، استلّها من واقع حياة الشاعر والكتاب. وذكر أن ثقته بالمترجم حسين طه حسين هي التي سهّلت علیه عملية التنقيح والمراجعة؛ لأنّ المترجم شاعر مُجید.

وكانت من جملة آراءه، «على المترجم أن يكون شاعرًا ومن ثَمَّ يقوم بمهمة الترجمة»، وبرأي المنقح «هذا ما ساعد حسين طه حسین في أن يختار مفردات شعرية مناسبة للترجمة.»

وبعد ذلك أتى دور د. محمود الباوي، كي يسأل المترجم فيما يخصّ الحرف الرابع من الكتاب، بأنه لماذا استخدم كلمة «العراق» في الترجمة، والتي لم يذكرها قاسم الشمّري في النص العربي؟

فأجاب المترجم عن هذا السؤال قائلا: «إنّ اللغة العربية متسلحة بالضمير أكثر من الفارسیة، والضمير يعيد النداء والمخاطب عبر الفعل وعبرَ طرق أخرى فكان من الضروري أن یذكر الاسم ﴿العراق﴾ بدل الضمیر.» وأضاف أيضًا: «إنّ اختياره لترجمة هذا الكتاب نابعٌ عن أمرين: أولًا: وجد أن هذا الكتاب الشعري سوف لا يفقد شعريته إذا تُرجم إلى الفارسية، باعتبارها لغة حساسة وعاطفية. وثانيًا: طلب الشاعر منه أن یترجم الكتاب إلی الفارسیة.»

كما أن حسين طه حسین أضاف قائلًا بأنه كان فخورًا في قیامه بهذه المهمة.

وفي النهاية صعد الشاعر قاسم الشمّري خشبةَ المسرحوقد فاجأ حضورُه الجمهور؛ لأن النص الإعلاني لم یذكر حضوره ضمن من یحضر. جاء الشاعر لكي يقدم كلمة الشكر والعرفان إلى كلَّ من ساهم في إنتاج الترجمة والنشر والعمل المسرحي. وانتهى الاحتفال بتوقيع الكتاب من قبل المترجم حسین طه حسین والشاعر العراقي قاسم الشمَّري.

المقابلات الهاتفیة:

حيدر عقيلي:

بعد التحية والسلام.

السيد كاظم قريشي، بما أنك مدير مؤسسة إشراق للمسرح، كيف رأيت فكرة وكتابة نص المسرح ـ باعتبارها فريدة من نوعها ـ ومقارنة مع المسرحيات الأخری؟ وكيف كان انعكاس المسرح، لا سيما في بعض المشاهد، كلعبة الأرجوحة، والبنت التي كانت تكتب بيدها اليسرى، والرجل الذي وضع الكتب على الرف، هل المسرحیة أدت وظيفتها الفنية والاجتماعية؟ والكلمة الأخيرة لك.

السيد كاظم قريشي ﴿مسرحي﴾:

مرحبًا، طُرِحت الفكرة قبل عشرة أيام من العرض، بواسطة الدكتور حسين عبّاسي، وأنا استقبلتُ من الفكرة، وأمسیناننسق فیما بيننا، إما عبر الهاتف أو حضورًا في عدة جلسات. كتب الدكتور عباسي المسرحية، وهي مسرحية صامتة، فاقدة للحوار، ومبتنية على الحركة فقط. وبعد كتابتها وإرسالها لي، حاولت أن أختار الممثلين بدقة فائقة، خاصة دور الأب، الذي مثّله السيد إحسان نوري. واخترت القتلة وكانوا من ذوي قامات طويلة، ولكنهم يرتدون أزياء عادية، يخرجون من بين الجمهور. وأنا كنت عامدا إلى ذلك؛ لأنني لم اخترهم من خلف الكواليس. اخترت الأضواء ـ حسب تجربتي في مثل هذه المسرحيات التراجيدية التي عرضتها في السنوات الماضية ـ وكانت الأضواء عبارة عن مصابيح يدوية، ولم نستعمل ضوء الصالون أو أجهزة البروجكتور. كما حاولت أن أعرض المقاطع عبر الأضواء المتقطعة، وهذه ساعدتنا في عرض بعض اللقطات المهمة، كي يتابع المشاهد الحدث؛ أي بما أنّ المسرحية فاقدة للحوار، وهذا يعني أننا يجب أن نعتمد على الصورة، ولذلك استخدمنا الأضواء المركزة والمصابيح اليدوية، لنظهر الممثلين على الخشبة ونظهر تقلباتهم الروحية وعواطفهم وما یجرى عليهم من حوادث وكوارث.

أردت أن يكون العمل مميزًا من خلال الشكل الذي اخترناهله؛ لأننا بدأنا العمل من الشارع ومن باب المنتدى وأشركنا الجمهور، وكان الجمهور ممثلًا في المسرحية أیضا، فهذي نقطة إيجابية؛ أي أن يكون الجمهور مشاركًا في المسرحية، ولا سيما كان الشاعر ـ قاسم الشمّري ـ من ضمن الجمهور، لذا بإمكاننا القول إنه كان مشاركًا في المسرحية، كما الناقد والمنقّح والمترجم أيضا كانوا ضمن المسرحية. ولمّا وصل مقطع المسرحية إلی حیث يتكلمون كلٌّ منالناقد والمترجم والمنقّح، هذه الفقرة أيضًا كانت ضمن المسرحية، فأنا لم أعطهم ضوء الصالون، إنما ركزتُ علیهمضوءَ المصباح ﴿وكان المسؤول عن تسلیط الضوء علی مَن هم فوق الخشبة المهندس أحمد شموسي﴾. وإنّ اختيار الموسيقى ـ وأشكر المهندس حسین شموسی لاختياره جمیع مقاطع الموسیقی الأربعة، وخاصة الموسيقى الأخيرة من «جاش كروبان»، الذي ذكرها الشاعر في مجموعته الشعرية وأراه كان متأثرًا بها حين كتب هذي الأشعار. نعم فقد ساعدت هذه الاختیارات للموسیقی المسرحيةَ بشكلكبير، وذلك في إيصال الفكرة للمتلقي والمشاهد. وأعتقد أن العمل كان ناجحًا. وقد حصل هذا كلّه في فترة زمنية محددة.

كان الجمهور متفائلًا. وكانت القاعة ممتلئة بالناس، وتعاطفوا مع المسرحية، حتى ذكر الشاعر قاسم الشمّري: «إنني بكيت؛ لأنّ المسرحية كانت صادقة.»

وقد أظهر بعض الأصدقاء المتواجدین في الصالة إعجابهم،وكانوا قد جاءوا من خارج المحافظة وقالوا: «يبدو أن القراءة مترسخة بين الجمهور، فإننا لم نرَ في باقي المحافظات، مثل هذا الإقبال على القراءة والكتاب.»

تمّ استخدام السيميائية والعلاماتية، مثل الكتاب، الرفوف، الإكسسوارات المختلفة، والشعر المكتوب علی الورقة التي كانت بين يدي الطفلین، والأرجوحة، ووجود الأطفال والشاعر في المسرحية، كلها ترمز إلى قضايا كبيرة في المجتمع، وكانت مؤثرة في إيصال الفكرة.

وبالأخير، أشكرك يا حيدر العزيز، وأشكر الجمهور الذي أتى من باقي مناطق الأهواز، أشكره على تفاعله مع الحدث. وشكرًا للناشطين والكُتّاب.

حيدر عقيلي:

بعد التحية والسلام

السيد أحمد صبري، بما أنك كنت...

أحمد صبري ﴿ملحّن وفنّان﴾:

الفكرة كانت جديدة على المسرح العربي الأهوازي وهذا شيء جميل؛ لأننا نريد التجدید في مسارحنا، وأيضًا نريد أن ننقل مسارحنا من اللون التقليدي (الكوفية والدشداشة) إلى اللون المدني. أيضا، بالاحتفاظ علی كل ألوان المسرح؛أي يجب أن تكون كل الألوان موجودة. وأما كتابة النص فهي من الدكتور حسين عبّاسي وهو من المبدعين في الكتابة والرؤية للنص في الساحة وهذا شيء لا غبار عليه.

من وجهة نظري، كانت الشخصيات في المسرحية كلها في مكانها الصحيح، لكنها احتاجت إلى التركيز أكثر على أدوار الشخصيات في المسرحية، وأن نشرح أدوارهم أكثر وتكون المسرحية أكثر وضوحًا. لكن بسبب ضيق الوقت لم تتح لنا الفرصة في شرح الأدوار أكثر؛ لأننا خلال يومين فقط عملنا بروفات وعرضنا المسرحية في الیوم الثالث، فلو كان لدينا وقت أكثر، لقدمنا المسرحية بشكل أفضل.

صراحةً كنت من المحظوظين، مع الذين شاركوا في هذه المسرحية؛ لأنّ مجموعة من أدباء، وشعراء، وفنانين اجتمعوا في هذه المسرحية، وأنا جدًا سعيد بهذه التجربة الجميلة؛لأنني تعلمت الكثير منهم.

حيدر عقيلي:

بعد التحیة للآنسة...

كوثر عبياوي ﴿إعلامیة﴾:

لا شك أنّ المسرح والدراما هما وسيلتان للتعبير الفني ويحتويان على رسائل مهمة حول الجنس والعرق وقيم المجتمع، إلخ... حيث أن العرض/ الدراما هو مظهر من مظاهر ثقافة المجتمعات المختلفة، بل إن أدوات هذا المسرح بالإضافة إلى نصه وموضوعه، يلعب فريقه الإنتاجي دورًا كبيرًا في انعكاس الأحداث المذكورة في نص المسرحية، وقدرته على الأداء الجيد بلا شك مؤثرة علی أذهان الجمهور، لدرجة أن العقل ينخرط في تفكير عميق وطويل المدى حول المسرحية. كان ذهني ـ كمتابعة لمسرحية (حروف لم تصل لأبي) ـ غارقًا في اكتشاف جوهر بعض المشاهد المسرحية والرمزية التي تؤثر على فنّ هذا المسرح، وهذا مرتبط بالرسالة المهمة التي تحملها وعروض الممثلين التي ضاعفت جمال هذا المسرح.

وقد اتخذ هذا المسرح أسلوباً جديداً في إيصال رسالته مما ميّزه عن المسارح الأخرى. لقد كان مزيجًا من تمثیل الممثلين والناقد والمترجم والمنقح، ظهرت كلٌّ من هذه الشخصيات على المسرح ككلمة من القصيدة وقصة من الكتاب؛ كلمات تتحرك وتحدد معناها بنفسها.

وبالطبع حاول المخرج استخدام المدرسة الرمزية في هذه المسرحية لتصویر وتجسيد المشاهد لنا، ولا شك أن هذا المسرح أدّى فنّه وواجبه الاجتماعي بشَكلٍ جيد.

يمكن أن تكون لعبة الارجوحة بمعنى الحياة ومسارها. ينشغل الإنسان بالحياة ومعطياتها، ولكن في المنعطفات الكبيرة، يترك المرء الأرجوحة وينخرط في الحياة.

وأمّا عن الفتاة التي كانت تلوّن المفردات بيدها اليسرى هي رمز للطموح والتقدم والتغيير من خلال التصميم والرسم والفن؛ أي أن الحياة لم تتوقف، بل تتحرك نحو الأفضل.

وحول الكتاب والشعر؛ فيُعد الكتاب، الهوية والثقافة والأدب الذي يستمر في المجتمع على الرغم من المصائب والقتل والتهجير والاضطهاد وغيرها. تأتي هذه العلامات في نمط سيميائي تشير إلى حزم وإرادة قويتین للبقاء والاستمرار عندما یكون «الكتاب» موجودا.

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي